ادعمنا

الدعاية السياسية - Political Propaganda

تُعنى السياسة بتسيير شؤون الدولة على مختلف المستويات وكافة المجالات، فهي تُعتبر علم وفن في آنٍ واحد. وبما أنها علم، فإنها ترتبط بغيرها من العلوم كالاقتصادية والاجتماعية والجغرافية والتاريخية والاعلامية وغيرها. لذا فإنه هناك علاقة وثيقة ارتباطية بين السياسة والاعلام، عُرفت ملامحها ونماذج عنها في العديد من الحالات منذ القدم. ومع تطور وسائل الاعلام أصبحت العلاقة أكثر متينة في ظل التمكن من الوصول والتأثير بالرأي العام من خلال وسائل التواصل الحديثة. وهذه العلاقة التي عُرفت خلال التاريخ، نتج عنها مفهوم الدعاية السياسية. فما هو مفهوم الدعاية السياسية وما هي أبرز الدوافع التي دفعت السياسي للجوء إليها؟ وكيف تم العمل على تطبيقها؟

 

تعريف الدعاية السياسية معجمياً

تُعرّف الدعاية تبعاً للمعجم الكافي على أنها "الوسائل المتخذة لنشر مبدأ أو لترويج سلعةٍ من السِلع (محدثة)." وفي المعجم الرائد فإنّ التعريف متشابه وأوسع حيث ورد فيه أن الدعاية "وسيلة متّخذة لنشر مبدأ، أو لنشر دعوة لأحد الأشخاص في الانتخابات أو غيرها، أو للدعوة إلى ترويج سلعة من السلع."

وكذلك ذُكر تعريف الدعاية السياسية في المعجم الإعلامي على أنها "أداة السياسة الخارجية وتعني ترابط أدوات السياسة من دبلوماسية واقتصادية وعسكرية ومن الحرب وتهدف اضعاف العدو بواسطة استخدام المناورات الدبلوماسية والضغوط الاقتصادية أو المقاطعة الاقتصادية الصحيحة أو المضللة والاثارة والتخويف والتخريب والارهاب وعزل العدو من أصدقائه ومؤيديه."

 

مفهوم الدعاية السياسية

يعرف بورتن جون- Burton St. John الدعاية على أنها: "'المبادرة التي تهدف إلى تثقيف الجمهور من خلال رسائل منتظمة توجه له من خلال الأخبار والكتب ودور السينما أو في الخطابات، وهي تهدف إلى نقل الجمهور إلى الاستعداد لقبول المواقف والتصرفات التي من شأنها أن تفيد المجموعة المميزة القائمة بهذه الدعاية'." ويقصد بذلك أنها تثقف الجمهور وتدفعه إلى قبول تصرفات معينة تعود بفائدة لواضعيها. وبذلك يقول فيليب تايلور- Philip Taylor في هذا الصدد أنّه "يحكم على الدعاية بأنها نشاط يرغم الناس- بشكل ما- على أن يفعلوا ما كان يمكن ألا يفعلوه لولا وجوده، حتى مع احتمال أن يكون من الضروري اللجوء إلى الحرب في ظروف معينة." وبذلك يقصد أن الدعاية السياسية ترغم الأشخاص على القيام بأفعال معينة مهما كانت وحتى ان لم يؤمنوا بها من قبل.

وذُكر في كتاب الرأي العام والإعلام والدعاية لهاني الرضا ورامز عمار أنه: "من الممكن القول إن الدعاية هي نشاط إعلامي تقوم به الدولة أو أيه هيئة أو منظمة اجتماعية أو سياسية بهدف التحكم بعقول الناس ومشاعرهم وحملهم على دعم سياسة الجهة التي تقوم بالعمل الدعائي، ومن ثم تأييدها والاستجابة لما تطرحه من أفكار وما تتطلبه من تغيير لأنماط السلوك أو تثبيتها." والمقصود بهذا التعريف أنه هناك جهة تقوم بهذه الدعاية السياسية لكسب تأييد على أفكار معينة ترغب بالتأثير بها على الجماعة.

 

أهداف الدعاية السياسية 

يقول إدورد بيرنيز- Edward L. Bernays: "الدعاية موجودة بالفعل في جميع جوانبنا، وهي تغير صورتنا الذهنية للحياة." لذا فإنّ للدعاية السياسية مجموعة من الأهداف التي يسعى القائمين بها لتحقيقها عند التخطيط لها واعدادها وهي تتجلى فيما يلي:

- إيصال الأفكار والمواقف السياسية إلى أكبر عدد من المواطنين وذلك من خلال نشرها عبر مختلف وسائل الاتصال التي تكون أكثر تأثيراً. لذا يبرز هدفها بقدرة دعاتها بالتأثير على الرأي العام. حيث يقول غي دورندان- Guy Durandin أنّ هدف "الدعاية السياسية هو توليد تصرّفات لدى الجماعات أو الأشخاص الذين تتوجه إليهم. مثلاً: الموافقة على قرض، التصويت لحزب، التطوع في جيش..." من خلال ذلك يتبين أن الدعاية السياسية موجهة لجماعات وأشخاص لتستهدف تصرفاتهم.

- إحداث تغيير في سلوك الأفراد أو الجماعات الذين تتوجه إليهم. حيث يكون الهدف من الدعاية يأخذ بعداً إيجابياً مثل كسب تأييد المواطنين ودفعهم تجاه سلوك معين يتفق مع مصلحة الدولة. "فعن طريق الدعاية السياسية يمكن تعليم الأفراد الاكثر معارضة والتأثير عليهم وضمهم إلى جانب القضية التي كانوا يعارضونها. ومن الأمثلة على ذلك ما أورده "بتلهايم" عن المعتقلات النازية وانضمام بعض السجناء إلى جانب القضية النازية والدفاع عنها."

- اللجوء إلى عدم تغيير سلوك الافراد والجماعات، حيث يكون الهدف من الدعاية يأخذ بعداً سلبياً يقتضي عدم تغيير القناعات السائدة وأنماط السلوك. حيث يقول غي دورندان في هذا السياق: "علينا أن نوضح فقط أنّ الدعاية السياسية لا تهدف أحياناً إلى توليد تصرفات لدى المجموعة السكانية، بل إلى جعل هذه المجموعة فاترة، ودفعها إلى تقبل كل الأفعال التي يرتكبها الحزب القائم بهذه الدعاية."

 

تطور الدعاية السياسية

من الجدير بالذكر أنّ الدعاية السياسية موجودة وقديمة قدم الإنسان نفسه ومارسها ولو أنه لم يتم استخدام المصطلح بطريقة مباشرة. حيث في المجتمعات البدائية أي قبل استخدام اللغة للتواصل، كان يتم استخدام الوسائل غير اللفظية مثل الإشارات والصرخات وقرع الطبول وقد "تمكن الإنسان القبلي من ابتكار أقنعة وصيحات الحرب وإشارات التهديد سواء لكي يخيف أعداءه، أو لكي يؤثر في أصدقائه." وبذلك فإنّ مرجريت ميد- Margaret Mead تحدثت عن هذا الأمر حيث "تشير إلى أن الرموز المرئية كانت تستخدم لأغراض محددة للغاية. فعلى سبيل المثال، قد ترسل قرية رسالة إلى قرية أخرى على شكل كمية من أوراق الشجر والأسلحة مرتبة بطريقة معينة، تدل على وجود خطر من جانب قرية ثالثة وتقترح تكوين تحالف لمواجهة الخطر." وكذلك قد تم استخدامها من قبل الفراعنة في مصر القديمة وقد استخدموا المعابد والهياكل والاهرامات ليخلدوا ما حققوه. هذا وقد لجأ إلى ذلك الاغريق من خلال استخدام رجال الدعاية للأشعار لإثارة الحماس وكذلك اليونانيين حيث استخدموا الخطابة للتأثير على الجماهير. هذا وقد عمدت الامبراطورية الرومانية على استخدام المواكب والاحتفالات لإقناع الجماهير وابهارهم بعظمة الدولة. 

إلاّ أنه "يرجع بعض علماء اللغة- وخاصة علماء اللغة في الدراسات اللاتينية- أصل كلمة دعاية إلى العصور الوسطى وبالتحديد إلى عام 1622، عندما أسس أحد الباباوات ويدعى جريجوري 'جمعية الدعاية المقدسة' والتي كانت تقوم بتنظيم وتخطيط المهام الخارجية للكنيسة الكاثوليكية. وهذا المفهوم لا يختلف عن المفهوم الذي استحدثه المعز لدين الله الفاطمي في مصر (969- 975) وسبق به البابا جريجوري بأكثر من ستمائة سنة وذلك عندما أنشأ وظيفة 'داعي الدعاة'. وقد كان لصاحب هذه الوظيفة اختصاصات سياسية ودينية تتلخص في الترويج لنظام الحكم القائم." وكذلك قد تم استخدامها في القرن السابع عشر بعد تطور الطباعة واستخدامها في الدعاية. ومن ثم استخدمت خلال الثورة الأمريكية وفي الثورة الفرنسية من خلال استحداث وزارة الدعاية واستخدام الأناشيد الثورية. هذا وقد تم استخدام الدعاية السياسية خلال الحرب العالمية الأولى. بالإضافة إلى تعاظم الدعاية السياسية مع انتصار الثورة البولشيفية ووصول الحركات النازية والفاشية. وكذلك خلال الحرب العالمية الثانية، وما زالت تتطور آلياتها مع تطور وسائل الاتصال مع الجماهير في العالم المعاصر. وفي الفقرات اللاحقة سيعرض بعض النماذج لتبيان وايضاح بالتفصيل كيفية استخدام وتطبيق الدعاية السياسية.

 

أنواع الدعاية السياسية

هناك ثلاثة أنواع وصور أساسية من حيث المضمون للدعاية السياسية تتمثل بالدعاية البيضاء، الدعاية الرمادية، الدعاية السوداء:

- الدعاية البيضاء: تُعرف الدعاية البيضاء على أنها واضحة وعلنية وشفافة. فهي تستند إلى مصادر ومعلومات معروفة وواضحة، فمضمونها مكشوف لا تعمل الدولة أو وسائل الإعلام على اخفائها بل يتم الإعلان عنها لأن لها أسس ومنطلقات. اذ أنها "تقوم على أسس الحق والمبادئ الإنسانية كالدفاع عن حقوق الإنسان والحفاظ على البيئة ومساندة القضايا العادلة والشرعية."

- الدعاية الرمادية: تُعرف الدعاية الرمادية على أنها قد تكون معلوماتها ومصادرها صحيحة أو غير صحيحة وتملك قوة التوجيه والاقناع ولكنها تخفي أموراً غير تلك المعلن عنها. وهذا ما يتطلب التدقيق بغاياتها اذ أنه من "الممكن الوقوف على غاياتها الحقيقية، وذلك من خلال التدقيق في أهدافها، وطبيعة الجماعات أو القوى التي تقف ورائها، وبالتالي يمكن فضحها والكشف عن غاياتها الحقيقية."

- الدعاية السوداء: تُعرف الدعاية السوداء على أنها سرية ومستورة وخفية أي مصادر معلوماتها قد تكون اشاعات مجهولة. وبذلك قد يكون القائم بها مخابرات أو عملاء، وغالباً ما تكثر خلال حرب الاشاعات والحرب النفسية.

 

مبادئ الدعاية السياسية

تقوم الدعاية السياسية على مجموعة من المبادئ تتمثل فيما يلي:

- توجه الدعاية السياسية للفرد والجماهير: إنّ القائمين بالدعاية السياسية يتوجهون إلى الفرد كونه مرتبط بالجماعة، أي أنه ليس بمعزل عنها. فإنها تستهدف أخلاق وسلوك الأشخاص لتحريك المشاعر والعواطف. حيث "تستفيد الدعاية السياسية الحديثة من بناء الجمهور وطبيعته ولكنها تستغل حاجة الفرد لتأكيد الذات في نفس الوقت، فيجب أن يتم العملان معاً وفي نفس الوقت."

- استخدام كافة الوسائل المتاحة في الدعاية السياسية: وهذا ما يتطلب استخدام مختلف الوسائل للتأثير على الفرد والجماعة. حيث كل وسيلة من وسائل الاتصال والإعلام لديها القدرة على التأثير والإقناع بدرجة تختلف عن الأخرى. فمثلاً إن "الكلمة التي تنقل بالراديو لا تحدث نفس تأثير الكلمة التي تقال في حديث خاص أو خطاب عام أمام جمع غفير من الناس."

- اتسام الدعاية السياسية بالاستمرارية والحركة: اذ أنّ الدعاية السياسية يجب أن تتسم بالاستمرارية وذلك من خلال تكرارها لكي يفهمها الناس ولتؤثر بهم أكثر. حيث لا بدّ ان لا تتوقف كي تضمن أن لا يتشتت انتباه الفرد أو أخذ معلومات من مصادر أخرى ليقاوم الدعاية. وبذلك لا بدّ توفر عامل التكرار أيضاً لإعطاء نتائج ملموسة مثل تكرار بعض العبارات أو الأقوال القصيرة التي تترافق مع أحداث معينة.

- تأثير الدعاية السياسية على السلوك والآراء: فالدعاية في هذا المجال ترتكز على تغيير آراء الأفراد والجماعة تجاه فكرة أو قضية معينة. وذلك لكسب تفاعلهم ومشاركتهم في الدعاية لتعديل سلوكهم بما يتلاءم مع أهداف الدعاية.

- استناد الدعاية السياسية إلى الحالة السيكولوجية للأفراد وخصائص الجماعة: إذ لا بدّ الأخذ بعين الاعتبار ميول الأفراد وحاجاتهم وكذلك "يجب أن تنسق تماماً مع الاتجاهات السياسية والثقافية والوطنية للدول وللشعب الذي توجه الدعاية له." حيث لابدّ أيضاً التركيز على السمات الثقافية والتاريخية للجمهور المستهدف من الدعاية.

- معرفة التيارات الأساسية في المجتمع: حيث لا بدّ معرفة كافة الجماعات داخل المجتمع المستهدف من الدعاية، أي معرفة العناصر البنائية للمجتمع والمؤسسات. إذ أن "الدعاية السياسية لا يمكن أن تطبق في كل مكان بنفس الشكل والمضمون، فالدعاية في أفريقيا وآسيا تختلف عن الدعاية في دولة متقدمة ، فالدعاية يجب أن تعبر عن التيارات الأساسية في المجتمع."

 

الدعاية السياسية بالنسبة لنعوم تشومسكي

يشير نعوم تشومسكي- Naom Chomsky إلى "أول عملية دعائية حكومية في العصر الحديث، حيث كانت أثناء ادارة الرئيس وودرو ويلسون" (رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق بين  1913- 1921)، حيث أعلن عن خطة "سلام بدون نصر" خلال الحرب العالمية الأولى. اذ في تلك الحقبة كان الشعب الأمريكي مسالماً وميالاً إلى الهدوء، لا يرى سبباً للانخراط في الحروب الأوروبية. وكانت ادارة ولسون لديها التزامات تجاه الحرب، فعملت على تأسيس لجنة للدعاية حكومية وأطلق عليها اسم "كريل". حيث نجحت هذه اللجنة "في غضون ستة شهور أن تقلب الشعب ذا النزعة الهادئة واللاعنفية إلى شعب هستيري يتاجر بالحرب ويروّج لها، ويريد تدمير كل شيء ألماني وتمزيق ألمانيا إرباً إرباً، ويطالبون بدخول الحرب لإنقاذ العالم." ويعطي تشومسكي خلال العديد من كتبه مثل كتاب "السيطرة على الاعلام" نماذج عن الدعاية السياسية الأمريكية في العالم. وكذلك يعرض أفكاره حول الهيمنة على وسائل الاعلام الكبرى للتمكن من السيطرة على انتقاء الأخبار، ولجوء وسائل الاعلام للإعلانات لتحقيق الأرباح اعداد البرامج والإعلانات وفقاً لمتطلبات المعلنين. ويتحدث عن اعتماد وسائل الاعلام على المصادر التي تحقق لها مصالح والعمل على إنشاء ما يعرف بالردود الإعلامية لتؤدي دوراً في الدفاع عن مصالح بعض الجهات مثل الجهات الحكومية. وبدوره تشومسكي يتحدث عن دور الدعاية الأمريكية في السيطرة على كتابة التاريخ للتمكن من السيطرة على ما يفكر به الشعب. وكذلك العمل على إدارة الرأي العام من خلال الدعاية، حيث يقول في هذا الصدد: "من المهم بمكان حفز الرأي العام لتأييد مغامرات السياسة الخارجية، وعادةً ما يكون الناس مسالمين مثلما كانوا أثناء الحرب العالمية الأولى، ذلك أنّ عامة الجمهور لا يجدون سبباً للتورط في مغامرات السياسة خارجية أو عمليات قتل وتعذيب ولذا لا بد من تحفيزهم."

 

نماذج عن استخدام الدعاية السياسية

هناك نماذج عديدة عن استخدامات الدعاية السياسية في العديد من الحالات سواء في حالات السلم أو في الأزمات أو في الحروب. حيث يتعاظم اللجوء إليها أكثر خلال الحروب، وهذه بعض النماذج على تطبيقها:

- الحرب الباردة: بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وبروز الثنائية القطبية (الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي)، تجنبت القوتان اندلاع حرب عالمية ثالثة بسبب امتلاكهما الأسلحة النووية التي كانت بمثابة تهديد بدمار العالم إذا تم اللجوء إليها. فعندما "أصبحت الأولوية لدى الدولتين العظميين هي المحافظة على 'التوازن النووي' بهدف ردع الطرف الآخر عن بدء الحرب، أصبحت الدعاية وسيلة أساسية تحارب الدولتان العظميان إحداهما الأخرى بها بواسطة الكلمات بدلاً من الحرب المادية." وبذلك انتشرت حملات دعائية تقوم على أسس نشر المخاوف في العصر النووي. وكانت الدعاية السوفياتية تقوم على الضغط على الرأي العام الغربي لحث حكوماتها على نزح السلاح. بينما الدعاية الغربية استندت على اعتبار الاتحاد السوفياتي نظام عدواني يجب ردعه للدفاع عن نفسهم. وهذه الدعاية كانت تتطور تبعاً للظروف وقد أخذت أشكال عديدة، مثل استخدام اذاعة "صوت أمريكا" لتبث برامج يومية لساعات طويلة وبلغات مختلفة "كجزء من حملة دعائية دولية شاملة تديرها إدارة خدمات الاستعلامات الأمريكية. ولقد سعت هذه الجهود إلى تحويل أمريكا إلى وضع الهجوم بوصفها بطلاً للحرية وللديمقراطية. " وكان الاتحاد السوفياتي يرد بحملات دعائية من خلال "إدارة لجنة الإثارة والدعاية التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي". وكانت دعايتها تقوم على اساس الكتب والنشرات والاذاعات والأفلام وحظر بعض الاذاعات الأمريكية.

- حرب الخليج الثانية: في العام 1990 اندلعت حرب الخليج الثانية أي حرب تحرير الكويت وهي التي شنتها قوات التحالف الدولية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بتفويض من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقد شهدت العديد من أساليب الدعاية السياسية حيث "حظيت هذه الحرب بأكثر أشكال التغطية من وسائل الإعلام بشكل يفوق أي حرب أخرى سابقة عليها." وعملت الولايات المتحدة الأمريكية على فرض قيود على عدد المراسلين والرقابة من القيادة العسكرية على التغطية الإعلامية. وكذلك تم اعداد البرامج من قبل قوات التحالف لتحريك العامل النفسي للقوات العراقية ولكسب تأييد الشعوب الغربية. وبذلك خلال حرب الخليج الثانية انتشرت حرب التصاميم الإيضاحية؛ تعتبر من الأساليب المبتكرة في الاعلام الأمريكي. حيث يتم ايضاح أحداث الحرب للجمهور ودخلت فيها الدعاية السياسية حيث هذه الرسوم البيانية الإيضاحية "ساعدت المذيعين والخبراء في تفسير الحرب. وكان لا بد من شرح المصطلحات الفنية ومنظومات الأسلحة التي يرد ذكرها في البلاغات المستمرة للمشاهدين بواسطة الرسومات والصور الإيضاحية، لم يحدث أبداً من قبل أن سيطرت الصور الالكترونية المصممة بعناية إلى هذا الحد على التغطية الإعلامية لأي حرب."

وبذلك إنّ الدعاية السياسية تعتبر مفهوماً واسعاً وقد ارتبط استخدامها أحياناً بغيرها من المصطلحات في العالم المعاصر مثل الشائعات. وقد لاقت انتقادات عدة لاعتبارها توجه الرأي العام تبعاً لمصالح القائمين بالدعاية. ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة أضحت فرصة ترويج الدعاية السياسية أكثر متاحة، حيث يتم استخدام المنشورات والتغريدات عبر الصفحات الإلكترونية كأسلوب لها. فكيف تُستغل هذه المنصات من قبل السياسيين وكيف تؤثر على الرأي العام؟

 

 

المصادر والمراجع:

محمد خليل باشا، الكافي معجم عربي حديث، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، لبنان، 1999.

جبران مسعود، الرائد معجم ألفبائي في اللغة والإعلام، دار العلم للملايين، لبنان، 2003.

محمد جمال الفار، المعجم الاعلامي، دار أسامة، الطبعة الأولى، الأردن، 2006.

هاله محمود عبد العال، تقييم الدعاية السياسية في الانتخابات البرلمانية، العربي للنشر والتوزيع، القاهرة، 2017.

فيليب تايلور، قصف العقول الدعاية للحرب منذ العالم القديم حتى العصر النووي، ترجمة سامي خشبة، عالم المعرفة، الكويت، 1970.

هاني الرضا ورامز عمار، الرأي العام والاعلام والدعاية، المؤسسات الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت، 1998.

غي دورندان، الدعاية والدعاية السياسية، ترجمة رالف رزق الله، مجد المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، الطبعة الثانية، بيروت، 2002.

سعد محمد بن نامي، ورقة مقدمة إلى منتدى الترجمة ودورها في تعزيز التواصل الثقافي، بعنوان: الدعاية السياسية والترجمة، كلية اللغات والترجمة- جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، المملكة العربية السعودية، 2014. 

صفوت العالم، الدعاية الانتخابية، الموسوعة السياسية للشباب، العدد 12، نهضة مصر، 2017.

نعوم تشومسكي، السيطرة على الإعلام، ترجمة أميمة عبد اللطيف، مكتبة الشروق الدولية، مصر، 2003.

عبد العليم حمود، كواليس الدعاية الأمريكية، دار الهادي، الطبعة الأولى، بيروت، 2008.

Edward L. Bernays, Propaganda, Horace Livright, New York, 1928.

إقرأ أيضاً

شارك أصدقائك المقال

ابقى على اﻃﻼع واشترك بقوائمنا البريدية ليصلك آخر مقالات ومنح وأخبار الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ

ﺑﺘﺴﺠﻴﻠﻚ في ﻫﺬﻩ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ البريدية، فإنَّك ﺗﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻼم اﻷﺧﺒﺎر واﻟﻌﺮوض والمعلوﻣﺎت ﻣﻦ الموسوعة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ - Political Encyclopedia.

اﻧﻘﺮ ﻫﻨﺎ ﻟﻌﺮض إﺷﻌﺎر الخصوصية الخاص ﺑﻨﺎ. ﻳﺘﻢ ﺗﻮفير رواﺑﻂ ﺳﻬﻠﺔ لإﻟﻐﺎء الاشترك في ﻛﻞ ﺑﺮﻳﺪ إلكتروني.


كافة حقوق النشر محفوظة لدى الموسوعة السياسية. 2024 .Copyright © Political Encyclopedia